متى تم ظهور التدخين وكيف انتشر حول العالم - موقع حلول

 ظهور التدخين وكيف انتشر حول العالم


التــدخـيـن هو تلك العملية التي يتم من خلالها حرق مادة التبغ و استنشاق الدخان الناتج عنها.

 تعد السجائر من أكثر العادات المضرة شيوعا في الوقت الراهن , فلا ينحصر التدخين في السجائر فقط ! .. بل هناك أشكال عديدة للتدخين و أكثرها شيوعاً ؛ الشيشة , السيجار , الغليون و البونج "غليون مائي" , و هناك اشكال أقل شيوعا مثل : الحشيش و الأفيون.

  • يوجد حول العالم أكثر من مليار شخص مدخن , البعض يلجأ الى السجائر كمحاولة للترويح عن النفس , حيث أن هناك الآلاف من المواد الكيميائية الناتجة عن السجائر, و التي تؤثر على الجهاز العصبي , و يعتبر التدخين من أكثر المظاهر شيوعا لاستخدام المخدرات , و تعتبر أغلب المخدرات التي يتم استهلاكها إدمانيه ! و هي المخدرات الصلبة ، و التي تتمثل في الهيروين و الكوكايين الصلب و غيرهم من المخدرات التي لا تلبث في جسد صاحبها حتى تلقي به في تاريخ المدمنين .

سوف نتطرق فيما يلي لأبواب عديدة حول عادة التدخين منذ نشأته و تاريخ انتشاره حول بقاع الأرض , مروراً بمحاولات حظرة و أضراره المهلكة .

ظهور التدخين

نشأة تاريخ التدخين :


يعود التدخين الى عام (5.000) ق.م في الطقوس "الشامانية" , و منذ عصور بنو إسرائيل و قد اتبعتهم بعدها الكنائس المسيحية الكاثوليكية و الأرثوذكسية بنفس الفعل .

حيث أن العديد من ثقافات الشعوب و البلدان المختلفة وجد أنها تحتوي على التدخين , فالتدخين ثقافة منتشرة حول العالم , و قد كان التدخين قديما يعد من الطقوس الهامة في الاحتفالات الدينية القديمة ؛ مثل القرابين التي يقدمونها الناس للآلهة , طقوس التطهير و لتمكين الكهنة و الشامان من تغييب عقولهم للوصول الى التنوير الروحي و التكهن .

و قد قامت الكثير من الحضارات مثل : الحضارة البابلية , الحضارة الصينية و الحضارة الهندية بحرق البخور كجزء من الطقوس الدينية , و قد كان تدخين الحشيش منتشرا في الشرق الأوسط قبل تدخين التبغ.

انتشار عادة التدخين حول العالم :


لقد انتشر التدخين حول العالم كما تنتشر النار في القش , فعندما اكتشفت أوروبا الأميركتين , و انتشر الغزو الأوروبي فيهما , انتشر أيضا التبغ في جميع أنحاء العالم انتشارا سريعاً , و يرجع انتشار التدخين في الأميركتين ؛ تلك الاحتفالات التي كان يقيمها كهنة "الشامان" و يحرقون فيها أنواع البخور المتنوعة , و لكن فيما بعد كان يتم ممارسة عادة التدخين من أجل المتعة أو كوسيلة للتواصل الاجتماعي .

كما كان الكهنة قديما يستخدمون التبغ و غيرة من المواد المخدرة المسببة للهلوسة للوصول إلى حالة من الغيبوبة المؤقتة ؛ حتى يتواصلون مع عالم الأرواح كما يزعمون .

 و عندما واصل التبغ انتشاره من أوروبا و وصل الى بلاد الهند قديماً , قام الشعب الهندي بخلط التبغ مع عمليات التدخين الشائعة آنذاك ؛ مثل الحشيش , و لم تكن الهند فقط المختصة بذلك الخليط , بل كانت جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا أيضاً تقوم بذلك .

و قد دخل تدخين الحشيش الى جنوب الصحراء الكبرى في افريقيا في القرن الثالث عشر, و ذلك من خلال اثيوبيا و ساحل افريقيا الشرقي , و كان ذلك عن طريق التجارة بين التجار العرب و الهنود آنذاك .

في عام 1612 م , و بعد مرور ستة سنوات من إقامة مستوطنة "جيمس تاون" تم رفع مكانة التبغ من مجرد عادة الى محصول نقدي و أول من قام بذلك هو المستوطن "جون رولف" و قد نجح في ذلك , و في فترة زمنية قصيرة زاد الطلب على التبغ و الذي تم وصفه بـ"الذهب البني" و تلك التجارة كانت سبباً في إحياء شركة Virginia join stock و ذلك بعد فشل رحلتها في البحث عن الذهب .

و مع مرور الوقت أصبحت زراعة التبغ منتشرة و متتابعة مما أدى إلى إنهاك الأرض , و قد شجع هذا الأمر على تحفيز توجه الاستيطان نحو الغرب في القارة المجهولة , و بالتالي أدى الى التوسع في إنتاج التبغ بشكل واسع حول العالم فيما بعد .

و في عام 1560 م قام "جان نيكوت" بتقديم التبغ إلى فرنسا ( و تم نسب لفظ النيكوتين إلى جان نيكوت ) ,ثم انتشر التبغ من فرنسا إلى إنجلترا , و في عام 1566 م تمت مشاهدة أول بحار انجليزي يقوم بتدخين التبغ , و قد كان التبغ آنذاك واحداً من ضمن المواد المنبهة مثل : الشاي , القهوة و الأفيون , و التي كان يستخدمها الناس كشكل من أشكال الدواء .

 في عام 1600 م تم تقديم التبغ من التجار الفرنسيين إلى غامبيا والسنغال , وفي الوقت نفسه ؛ قامت القوافل القادمة من المغرب بتقديم التبغ إلى المناطق المحيطة بمدينة "تـيمبـوكـتــو" , كما قام البرتغاليون أيضا بنقل السلعة و النبات إلى جنوبيّ أفريقيا، و بعد ذلك انتشر التبغ في كل أنحاء أفريقيا بحلول منتصف القرن السابع عشر.

وبحلول منتصف القرن السابع عشر، تعرفت كآفة الحضارات على تدخين التبغ ، واعتبر تدخين التبغ في حالات كثيرة جزءًا من الثقافة المحلية على الرغم من محاولات كثير من الحكام لمنع تدخين التبغ عن طريق فرض العقوبات القاسية أو الغرامات , وقد اتبع التبغ المُصنّع والنبات طرق التجارة الرئيسية ودخل الموانئ والأسواق الكبرى و وجد طريقه إلى الأراضي النائية, وقد تم اصطلاح كلمة "التدخين " في الإنجليزية في أواخر القرن الثامن عشر، وقبل ذلك كان يطلق على تلك العملية شرب الدخان.

بداية منع التدخين :


بعد فترة وجيزة من تقديم التبغ إلى العالم القديم ، تعرض للنقد المتكرر من قبل الدولة و كبار رجال الدين. حيث كان السلطان مراد الرابع (1623-1640) م أحد سلاطين الإمبراطورية العثمانية، من أوائل الذين حاولوا منع التدخين بدعوى أنه يمثل تهديدًا للصحة والأخلاقيات العامة.

و لطالما كان رجال الدين من أبرز المعارضين للتدخين حيث رأوا أن التدخين عمل غير أخلاقي , ففي عام 1634 م، قام بطريرك موسكو بحظر بيع التبغ وحكم على الرجال والنساء الذين يخالفون القرار بأن يتم عقابهم بقسوة , فــتشق فتحات أنوفهم طوليًا وأن تجلد ظهورهم حتى ينسلخ عنها الجلد , وبالمثل قام بابا الكنيسة الغربية (إربان السابع) بإدانة التدخين في بيان رسمي باباوي في عام 1950م.

وعلى الرغم من تضافر الجهود كمحاولة للقضاء على عادة التدخين ، إلا أنها أصبحت مـستساغة بين الناس , فقد تم تجاهل القيود وقرارات الحظر على مستوى العالم دون خوف من العقاب الناتج عن تلك العادة , و لكن عندما اعتلى الملك الإنجليزي جيمس الأول العـرش ، وكان معارضًا شرسًا للتدخين فـقام بتأليف كتاب ضد التدخين تحت عنوان "إدانة التبغ", وقد حاول تحجيم وحظر هذا الاتجاه الجديد عن طريق فرض زيادة باهظة على ضريبة تجارة التبغ وقدرت ب4000 في المائة في عام 1604م .

وعلى الرغم من ذلك ، فإن تلك التجربة باءت بالفشل ، حيث كان في لندن حوالي 7000 بائع للتبغ في مطلع القرن السابع عشر. وبعد ذلك ، أدرك الحكام الذين يهتمون بدقة القرارات بعدم جدوى قرارات منع التدخين ، وبدلاً من ذلك ، قاموا بتحويل تجارة و زراعة التبغ إلى مشاريع حكومية احتكارية مربحة , مستغلّين بذلك إدمان الكثير للــتدخين .

 كما قام الإمبراطور الصيني (شونجزين) قبل وفاته بسنتين , بإصدار مرسوم يقتضي بمنع التدخين , وفي وقت لاحق ،و اعتبر المانشووي التدخين جريمة , أكثر شناعةً من جريمة إهمال الفنون القتالية بالنسبة إليهم .

 وخلال عهد (إيدو) في اليابان ، تعرضت بعض مزارع التبغ الأولية إلى الازدراء الشديد من قبل قادة القوات المسلحة اليابانية التي رأت أن هذا الأمر يعد تهديدًا للاقتصاد العسكري لليابان ، حيث أن ذلك الأمر يمثل إهدارًا للأرض الزراعية القـيّـمة في زراعة المخدرات بدلاً من استخدامها في زراعة محاصيل غذائية.

إرسال تعليق

شكرا لك على زيارتك لموقع حلول، سوف نرد على تعليقك في أقرب وقت أن شاء الله

أحدث أقدم

موقعنا يستخدم ملفات تعريف الارتباط, لتحسين تجربة المستخدم عرض التفاصيل

حسنًا

مرحبا بكم في موقع حلول

هل أنت مهتم بالأناشيد للأطفال؟

متابعة