يوم الاحد ذهبت مع عائلتي الى مهرجان الرمان بمدينة تستور التونسية، و استيقظنا السابعة صباحا و تناولنا الفطور بعد أن غسلنا وجوهنا ثم جمعنا أمتعتنا و امتطينا السيارة و في طريقنا اعجبني المكان و استمتعنا بجمال الطبيعة الخلابة.
فهالنا ما رأينا، فكانت الأدران متراكمه في كل الأرجاء والأوراق مبعثرة هنا وهناك، اما الازهار والأشجار في حاله يرثى لها.
لقد مالت للسقوط عطشا وكانت الروائح الكريهة تنبثق من ضفاف الوادي و الذي اصبح مرتعا للجرذان والبعوض وكل أنواع الحشرات، فانتبنا غضبا شديدا.
و عوضا عن الاستراحة قررنا تنظيف المكان، فقسمنا الأدوار بيننا، هذا يجمع الأوساخ و هذا يجمع الأوراق اما أنا فقد كانت أغرس الأشجار والازهار و النباتات، بينما كانت امي تقتلع الأعشاب الطفيلية بكل حذر، اما أبي فقد قام بقتل الحشرات والبعوض بمبيدات سامة.
وبعدما أنهينا عملنا شرعنا نعلق لافتات مليئة بحكم ومواعظ، وهكذا مر اليوم كله بجد و عمل, وثم بقينا ننظر بفخر واعتزاز الى ما صنعته أيدينا المتقنة.
لقد أضحى المكان وكانه قطعه صغيره من الجنة، و كأنها روضه من رياض الجنة و افضل من قبل.
فالنظافة من الايمان والوسخ من الشيطان وكما قيل يد الله مع الجماعة وقال تعالى: << و ثيابك فطهر >> صدق الله مولانا العظيم.