انتاج كتابي حول الرفق بالحيوان خديجة و العصفورة

 

تعبير كتابي حول الرفق بالحيوان

رحل الشتاء ، فصل الأمطار والرياح ، وحمل معه البرد القارس والزمهرير . وحل محله فصل الربيع بجوه البديع وطقسه الفئان .السماء صافية كعين الطفل الرضيع ، والشمس تطل ضاحكة ترسل خيوطها الذهبية على الكون فتملأه دفئا . والنسيم عليل والبستان وكر فراش ونحل طنان وطيور مغردة . و الأرض زربية متناسقة الأشكال والألوان يتوسطها نهر فضي يلمع تحت أشعة الشمس !.

خرجت خديجة إلى البستان الجميل لتروح عن نفسها ولتتمتع بجمال الضيف الجديد ، وحملت معها قصة مشوقة تطالعها تحت ظل شجرة . 

وصلت البنية متلهفة و متشوقة لرؤية جمال الطبيعة فأبهرها ما رأت من مناظر ساحرة , كانت تجلس تارة بين أكوام الورد والزهور وتارة أخرى تركض ضاحكة وراء سرب الفراش المزركش وهي تردد بسعادة : 

" ما أجمل الطبيعة ! " وحين تشعر بالتعب تركن إلى شجرة ظليلة تطلب الراحة وتستمع إلى زقزقة العصافير . وفجأة حطت عصفورة حمراء ساحرة بالقرب منها على غصن شجرة اللوز المزهرة ، فاقتربت خديجة رويدا رويدا لتمسك بها ، لكن العصفورة طارت فانطلقت البنية تعدو وراءها في تحد .

كانت العصفورة أسرع من البنية فأخذت تتنقل من غصن إلى آخر دون كلل ولا ملل وهي تقول ساخرة : " هيا أمسكى بي يا خديجة ! " . 

خديجة الفتاة العنيدة ظلت تركض وراء العصفورة بدون توقف وهي تردد : " سأمسكك أيتها العصفورة المشاكسة لقد سحرني جمالك " .

و ظلت تركض من مكان لآخر و فجأة تعثرت ساقها في جذع شجرة ناتئة فسقطت أرضا . أحست بألم في ساقها و بدأت تبكي الى أن غلبها النعاس فنامت متوسّدة كتابها . 

رأت خديجة العصفورة الحمراء تعاتبها : " لماذا تريدين صيدي يا خديجة ؟ ألا يكفي أنكم يا بني آدم قد أفسدتم علينا أوطاننا فدمرتم الأراضي و قتلتم الحيوانات البريئة ؟ لماذا تطاردوننا في أوكارنا ؟ " ذهلت خديجة عندما سمعت قول العصفورة لكنها تشجعت و قالت : " أنا أريد وضعك في قفص ذهبي . سأقدم لك الطعام اللذيذ و الماء الزلال و اعتني بك جيدا .ستصبحين صديقتي ، ألا يعجبك ذلك ؟

قالت العصفورة : بل ستحبسينني في زنزانة تزينين بها غرفتك و ستحرمينني من عـائلتي وأصدقائي ؟ هل هذا الأمر سيجعلك سعيدة ؟

تألمت خديجة وسقطت دمعة من عينها و فكرت في الاعتذار من العصفورة . مسحت دموعها و رفعت رأسها لتخاطب العصفورة فلم تجدها فصرخت : يا حمراء أين أنت ؟ ... و راحت تردد : أين ذهبت يا حمراء ؟ "

أفاقت خديجة من نومها مذعورة ، لم تر العصفورة فقالت : " لن أضايق الحيوانات بعد الآن " ثم تحاملت على نفسها وعادت إلى منزلها منهوكة القوى و لكنها تعلمت درسا لا ينسى .

إرسال تعليق

شكرا لك على زيارتك لموقع حلول، سوف نرد على تعليقك في أقرب وقت أن شاء الله

أحدث أقدم

موقعنا يستخدم ملفات تعريف الارتباط, لتحسين تجربة المستخدم عرض التفاصيل

حسنًا

مرحبا بكم في موقع حلول

هل أنت مهتم بالأناشيد للأطفال؟

متابعة