إنه العيد السعيد
انبلج الصبح بنوره الوضاء معلنا بداية يوم جديد فاستيقظت العائلة
شاعرة بفيض من النشاط والسعادة. خرجت الأم لقضاء بعض الشؤون فقرر أفراد العائلة تنظيف البيت لمفاجأة الوالدة الحنون واسعادها بمناسبة عيد الفطر السعيد.
في البداية، وزع الأب الأدوار بين الاخوة ثم شرعوا في العمل بهمة وعزم.
فتحت منال نوافذ الغرف على مصراعيها لتجديد الهواء النقي ثم رتبت الفراش وبسطت عليها أغطية جميلة , أضافت على الغرف لمسة سحرية.
أما مريم فقد شرعت تكنس الأرضية بخفة الفراش وعزيمة النمل ثم تمسحها بماء معطر فاح أريجه في كامل البيت ولم تنسى تغيير ماء المزهرية وإضافة ورود فواحة زادت المكان جمالا وبهاء. بينما ولجت مرام المطبخ فغسلت الأواني وجففتها ورتبتها في الصوان بحذر، بعد ذلك أعدت وجبة الغداء.
كانت الحركة دائبة فكأن البيت تحول الى بيت نحل، لم تهدأ الحركة منذ الصباح الباكر، الكل منغمس في عمله فحتى الأب والأولاد كان لهم نصيب من الاجتهاد و العمل فقد انشغلوا في تنظيف الحديقة
ذاك أحمد يجمع الأوراق المتناثرة في الأرض و يضعها في أكياس سوداء ويلقي بها في الحاوية , وذاك أيمن ينق التربة من الحصى ثم يسقي الورود العطشى أما عادل فقد تكفل بغراسة بعض نباتات الزينة بكل عناية .
ثم توجه الجميع الى غرفة الاستقبال لإنهاء اللمسات الأخيرة و تعليق كل مظاهر الزينة لاستقبال العيد السعيد فغدا يستقبل البيت كافة أفراد العائلة العمات و الخالات و أبناء العم وأبناء الخال و يلتقي البعيد بالقريب و تغمر الفرحة جميع القلوب .
وبعد عمل دؤوب أتمت العائلة عملها ووقفت تتأمل ما صنعت أناملها.
عادت الام مهرولة فارتسم البشر على صفحة وجهها فأشرقت نورا بما رأت و ضمت أبناءها إلى صدرها وقبلتهم قبلات حارة قائلة :"بيتنا بيت يطيب فيه العيش يجب علينا أن نتعاون من أجل الحفاظ على هذا الحضن الدافئ ". وأردف الأب :" كل عام وأنتم بخير يا أبنائى و عيدكم مبارك سعيد".