انتاج حول العودة المدرسية
انتهت العطلة الصيفية وانتهت أفراحها. بدأت المدرسة تستعد لقبول أطفالها. وهؤلاء يستعدون لمقابلتها بعد انفصال طويل ، مشتاقين لساحتها وجدرانها وجدرانها. وفي صباح يوم الموعد انتشروا في الطرق حتى ضاق الرحاب جموعهم وامتلأوا من ضجيجهم.
وكانت المدرسة فأنتظرهم ، فدخلوها مستسرعين مستبشرين . كل واحد منهم يبحث عن خليل له ، ليسلم على بعضهم البعض و ليعبرو لبعضهم البعض عن أشواقهم و حنينهم ، و يقص كل واحد للأخر عن أخباره و أحداثه في أيام العطلة .
و سريعا ما أقبل التلاميذ بعضهم على بعض ، متحلقين ، فهده حلقة نبيل و قد دار حوله رفاقه يروي لهم كيف قضى عطلته ، و يصف لهم نزهاته الجميلة ، في جبال عين دراهم بين غاباتها الكثيفة الظليلة ، و مياهها الجارية الصافية .
و تلك حلقة سامي و قد اتجهت إليه الأنظار وهو يحدثهم عن جولاته الممتعة ، زار خلالها صحبة عائلته جزيرة البيبان الساحرة و سمكها اللذيذ .
وتلك حلقة زهراء التي اكتظ حولها الأصدقاء و هي تقص عليهم رحلتها إلى واحات الجريد و جناته الفاتنة و نخيله الباسقة و كثبان الرمل المنتصبة .
و حين كان الجميع يتطلعون إلى كل هذه الأخبار متشوقين و مستمتعين ، علا صوت الجرس معلنا أن ساعة العمل قد حانت ، فأسرعوا إلى صفوفهم ثم دخلوا إلى اقسامهم و أخذوا مقاعدهم ، و إذ ينصتون إلى معلمهم وهو يذكرهم بواجباتهم و يحثهم على استئناف العمل بكل شغف و ابتهاج .
فعلا المدرسة بما تقدمه لنا من تربية و أخلاق و أمور لا تعد و لا تحصى فمن الواجب علينا المحافظة عليها ، و أن نقدر الدور الذي تقوم به في تزويدنا بالعلم و المعرفة و تصحيح السلوكيات الخاطئة .
فهيا للعمل و الاجتهاد ، فالنجاح حليفنا و السعادة هدفنا .