وطن الأشجار
وطن الأسـمـاك هو البحر *** وكذلك موطنها النّهر
و العصفور يـطـيـر بعيدا *** ويـعـود إلى الغصن سعيدا
والشمس على الدنيا تسطع *** وتُغادر لـيـلا كـي ترجع
في الحقل تعيش الأشجار *** هـي لنـا ظـل و ثمار
تتنامى في الحقل وتسكن *** و الأرض لـهـا أقـدم مـوطـن
أغـصـان في الأعلى مدت *** وجـذور في الأرض اشتدت
تـرفـدهـا الـتـربـة بـالمـاء *** فـي رحـلـة عـون وعطاء
الشـجـرة رأت العصفور *** قد طـار سـعيـدا مسـرور
قـالت : « ما أحلى الحريـة لــن أمـضـي عمـري أرضية
لــــي أوراقـي والأغـضـان *** سأحلق فـي الجـو الآن
سـأغــــادر أرض بـسـاتيني *** يـا ريـح تـعالي وخذيني »
وبلمح الأبـصـار الخاطف *** جـاء إليـها الريح العاصف
واقـتـلع الجذع مـع الـجـذر *** و الحقـل تساءل : « ما يجري ؟ »
سقطت فوق الأرض الشجرة *** وعـدت أغـصـانـا منكسرة
وعـليـهـا من ورق يابس *** فـــوق تـراب الحقل العابس
رددت الأحـيـاء بـحـزن " لا لـن أهـجـر يوما وطني "